الأربعاء، 19 فبراير 2014

25سنة من "اللا شيء"



تصادف هذه الأيام الذكرى الخامسة والعشرين للقاء مراكش بين حكام الدول الخمس الشمال إفريقية، معمر القذافي (ليبيا)، معاوية ولد سيدي أحمد طايع (موريطانيا)، الشاذلي بن جديد (الجزائر)، الحسن الثاني (المغرب) و زين العابدين بن علي (تونس). هذا اللقاء، الذي كان ثمرة مؤتمرات ونقاشات ودردشات بين حكام الدول لتأسيس ما سُمي ب"اتحاد المغرب العربي".
فهل وكما يبدو أن هذه الفكرة والانطلاقة زالت بزوالهم؟ وهم الآن في ذمة التاريخ.
أم ثمة أمور أخرى حالت دون مواصلة فكرة الاتحاد الذي كان ولازال مطلبا شعبيا؟

 لمناقشة هذا الموضوع، سأستعرض لكم بعض تكاليف عدم الاتحاد، ثم المشاكل والعراقيل التي أراها حالت دون تفعيل اتفاق مراكش، وأخيرا بعض الحلول التي قد تساهم في إحياء الفكرة. رغم صعوبة الفصل بين جميع هذه النقاط.

 تكلفة عدم الاتحاد:
 سياسيا، الفشل في حل مشكل الصحراء زيادة على التسلح المفرط لدول المنطقة. وتشتت التنسيق مع الاتحاد الأوربي، الشيء الذي يدفع الأوربيين إلى استغلاله في المعاملات الاقتصادية وما يعود عليهم بالنفع، وزعم الاتحاد في قضايا الهجرة السرية مثلا. اقتصاديا، حجم التجارة البينية بين المغاربيين لا بتجاوز 3%، رغم أن كثيرا من حاجيات الدول الشمال إفريقية تنتجها دول شمال إفريقية، ما قد يحقق اكتفاءا ذاتيا ولو جزئيا لشعوب المنطقة وما سيعكسه على الأسعار والقدرة الشرائية لديهم. اجتماعيا، ارتفاع نسب الحالمين بالهجرة غير الشرعية إلى أوروبا إلى نسب تصل 26% في المغرب وتونس والجزائر.

 أسباب الانقسام:
 نستطيع تبويب هذه الأسباب إلى عوامل خارجية وأخرى داخلية. من بين وأهم تجليات العوامل الداخلية، عدم وجود إرادة سياسية حقيقية نتيجة عدم وجود ديموقراطية بدول المنطقة من منطلق أنه لو افترضنا العكس، لكان الساسة معبرين عن إرادة شعوبهم، والتي يتعدى فيها الراغبون بالاندماج 70%. كذلك مشكل الصحراء الذي بلغ من الكبر عتيا ولم تستطع الجارتان تجاوزه إلى الآن. كما تبعبة بعض الساسة المغاربيين لإملاءات وضغوط خارجية ناتجة عن أهمية هذه الدول بالنسبة لكثير من الطامعين، حيث جغرافيا هي تتوسط ثلاث قارات، ما يجعل لها بعدا اقتصاديا هاما، كذلك تعتبر سوقا استهلاكيا مهما مع عدد سكان يُتوقع أن يصل 120 مليون نسمة سنة 2025، تنوع مناخها وغناها الطبيعي بالكثير من الثروات الباطنية المتنوعة من حديد ونفط وفوسفاط وغاز طبيعي وثروات سمكية مهمة.

 بعض الحلول:
السعي نحو الديموقراطية. البناء على جهود المجتمع المدني للتقريب أكثر بين الشعوب. مساهمة الإعلام ومراكز الدراسات والأبحاث للتعريف بمنافع الاتحاد على المغاربيين. ضرورة تجاوز مشكل الصحراء والاقتداء بنماذج تكتلات جمعت دولا رغم ما بينها من نزاعات، مثل الصين واليابان. ضرورة التركيز على مبدأ التكامل وليس التنافس بين الجارات الشقيقات.

بقلم: محمد توفيق المغازلي

الأربعاء، 30 مايو 2012

يا أمةً ..

باسم الله و الصلاة و السلام على رسوله

خمسة أشهر هي من الغياب، غياب سببه فراغ دماغي و لخبطة بين لجمعية والثورات ومستجدات الساسة  والسياسة والدراسة و ضغوط الحياة.
كلما حاولت كتابة شيء فيها أجد اللاشيء هو الحاضر الأكبر. اليوم، تشجعت وعصرت مخي باحثا عن شيء من الأشياء المتسببة لي باللخبطة، علني بذلك أكون قد أسهمت في علاج لخبطة لم أكن فيها السبب .. 

شعب المغرب و ليبيا و سوريا و تونس و مصر و اليمن و ووو، ربما كنت أثق فيكم أكثر من اللازم !! كنت كلما قال لي أحدهم أن المغاربة و شعوب العالم العربي عامة لا يستحقون الموت لأجلهم، و أنهم لا يستحقون الحرية بعد عنوانا لحياتهم. أقول و كلي ثقة، بل هم أكبر مما تدعيه، و هم أشجع مما تظنه، و هم أوعى مما ترى على قنوات تلفزاتنا ..
اليوم أقول و بعد انتخابات مصر و تراكمات أخرى، ربما كنت مخطئا في ظني فيهم .. لم أعد أعرف.

دمتم و دمنا واعين

الخميس، 29 ديسمبر 2011

أنا لست لي ..


بسم الله الرحمان الرحيم، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين. رب اشرح لي صدري، و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي.

سلام الله و رحمته عليكم، أما بعد،
بهذه التدوبنة أفتتح مدونتي .. مدونة محمد توفيق.
تتناطح أفكار كثيرة في ذهني مطالبة بأن تكون موضوع هذه التدوينة، لكن المنطق يقول، أول تدوينة ستكون جوابا على الأسئلة الوجودية للمدونة. و هنا سألعب الدورين، المُحَاوِر و المُحَاوَر ..

أول سؤال: لماذا التدوين ؟
أختار التدوين، لظني أن لدي أفكارا تستحق أن أفيد بها آخرين، و طبعا لدى الآخرين أفكار لا أظنها إلا مفيدة لي.
ثاني سؤال: لماذا شعار، "أنا لست لي" ؟
تربيت و ترعرعت و أنا الآن في محيط همه يتجاوز الذات، محيط يؤمن أننا لم نخلق عليها عبثا، قال تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون"، محيط يؤمن أنه خليفة الله على أرضه. لذلك هو محيط ليس له، محيط يعيش غالبا لأجل الآخرين.
و طبعا، محيط كهذا المحيط، لن يرسخ لدي شيئا أكبر من .. أنني لست لي.

و أخيرا، إلى كل الذين ساندوني من قريب أو بعيد، و أظنهم يعرفون أنفسهم، أقول لهم: شكرا لكم و أتمنى أن أكون في مستوى تطلعاتكم.

دمتم بود، و أنا جاهز لأسئلتكم :)